السفير الحميدي: زيارة السبسي للدوحة تعد تتويجا للعلاقات المميزة بين قطر وتونس

-

 أكد سعادة السيد عبدالله ناصر الحميدي سفير دولة قطر في تونس، أن الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها فخامة الرئيس الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية التونسية لدولة قطر تأتي تتويجا لما تشهده العلاقات القطرية التونسية من تطور مضطرد في شتى المجالات. وأعرب سعادته عن ثقته بأن زيارة الرئيس التونسي لدولة قطر ستعمل على زيادة تعزيز ودعم العلاقات الأخوية التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين، تجسيدا للإرادة المشتركة التي تحدو القيادة في كل من دولة قطر والجمهورية التونسية للارتقاء بهذه العلاقات الى آفاق أوسع وأرحب. وقال سعادة السفير في حديث لوكالة الأنباء القطرية "قنا" أجرته معه في تونس، إن هذه الزيارة تندرج في إطار حرص حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، على دعم الانتقال الديمقراطي في تونس تواصلا مع دعم دولة قطر للثورة التونسية التي ساندتها منذ شرارتها الأولى. وأوضح أن الزيارة ستشكل فرصة ملائمة لتعزيز العلاقات المميزة التي تربط دولة قطر والجمهورية التونسية وتطويرها خاصة في المجالات الاقتصادية والسياسية. واستعرض في هذا الصدد ما قدمته دولة قطر من دعم اقتصادي لتونس بعد الثورة وخاصة على مستوى المشاريع الاجتماعية والإنسانية الى جانب الاستثمارات المتنوعة في عدة مجالات. وذكر في هذا الإطار أن دولة قطر بادرت بعد الثورة بتقديم قرض لتونس بقيمة 500 مليون دولار بنسبة فائدة متدنية إلى جانب وديعة بمبلغ مماثل، كما قدمت هبة بمبلغ 20 مليون دولار لجرحى الثورة التونسية والتكفل بتقديم العلاج لحوالي 20 من هؤلاء الجرحى في الدوحة وفي الخارج. وأشار إلى انطلاق عدد من المشاريع الاجتماعية التي تمولها دولة قطر في تونس ويأتي في مقدمتها مشروع المدينة السكنية "عمر المختار" في منطقة السيجومي في ضواحي غربي تونس العاصمة، وهو مشروع يتألف من 810 مساكن اجتماعية بتكلفة تبلغ 29 مليون دولار من المتوقع تسليمها لمستحقيها مع نهاية العام الجاري. كما تحدث سعادة السفير عن الدعم الذي يقدمه صندوق الصداقة القطري في تونس والذي يعنى بدعم وتمويل المشاريع الخاصة الموجهة للشباب بقيمة 79 مليون دولار حيث ساهم الصندوق في إنشاء 1800 شركة صغيرة ومتوسطة وتوفير 8000 مواطن شغل مباشر و20 الف موطن شغل غير مباشر. كما لفت الى مشروع في طور الإنجاز حاليا وهو بناء 50 وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود في بلدة (ساقية سيدي يوسف) من محافظة الكاف في الشمال الغربي لتونس وهي عبارة عن هبة دولة قطر بتكلفة تقدر بمليون و100 الف دولار. وأشار سعادته إلى أن هذا الدعم شمل المجال الاستثماري القطري في تونس حيث تعتبر دولة قطر الأولى عربيا على هذا الصعيد بقيمة استثمارات تقدر بمبلغ ثلاثة مليارات دولار موزعة في قطاعات الاتصالات والبنوك والسياحة. وقال سعادة السيد عبدالله ناصر الحميدي سفير دولة قطر في تونس، إن قطر وتونس تعملان على زيادة حجم الاستثمارات القطرية في تونس، منوها بأن زيارة فخامة الرئيس الباجي قائد السبسي للدوحة ستساهم بلا شك في تعزيز ودعم الاستثمار القطري في تونس خاصة في ظل ما يتوفر من حوافز ومناخ استثماري يشجع على اقبال المستثمرين. كما أشار إلى تطور حجم التبادل التجاري بين دولة قطر وتونس والذي أصبح يقدر بمبلغ 29.5 مليون دولار في 2015 مقابل 15.8 مليون دولار في 2010 حيث بلغت قيمة الصادرات القطرية لتونس سنة 2015 حوالي 18.4 مليون دولار وتتمثل أساسا في المنتجات النفطية في حين بلغت قيمة الواردات من المنتجات التونسية حوالي 11.1 مليون دولار أمريكي وتتمثل أساسا في مواد فلاحية "زيت زيتون وتمور". ولفت الى أن التعاون بين تونس وقطر لا يقتصر على الصعيد الرسمي بل يتعداه إلى القطاع الخاص حيث تقوم شركة الديار القطرية بإنجاز مشروع سياحي يتمثل في منتجع صحراوي سياحي الأول من نوعه في الجنوب الغربي لتونس بقيمة 80 مليون دولار، إلى جانب عدد من المشاريع الإنسانية الإجتماعية التي نفذتها وتنفذها الجمعيات القطرية الخيرية ومنها جمعية قطر الخيرية ومؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية "راف" وغيرها من المؤسسات الخيرية والإنسانية. ونوه سعادة السفير القطري بتونس في حديثه لـ"قنا" بالصدى الطيب الذي تلقاه هذه المشاريع والاستثمارات القطرية في تونس ولدى المستفيدين منها خاصة وأنها تساهم بشكل واضح في دعم الاقتصاد التونسي وما وفرته من فرص عمل لعدد كبير من التونسيين. كما أثنى على مساهمة أفراد الجالية والخبرات التونسية العاملة بقطر والتي يقدر عددها بعشرين ألف تونسي في المجالات والقطاعات المختلفة وما تتميز به من كفاءة عالية.